في عالم التوظيف اليوم، يلعب مسؤول الموارد البشرية (HR) دورًا حاسمًا في اختيار وتقييم المتقدمين للوظائف. ولكن، مع تزايد الضغوط والمسؤوليات التي يواجهها مسؤولو التوظيف، قد يغيب عنهم أحيانًا الجانب الإنساني في التعامل مع المتقدمين. لا يقتصر دور مسؤول التوظيف على تقييم مهارات وكفاءات المرشحين فحسب، بل يمتد أيضًا إلى التأثير في تجربتهم وتوجيههم للمستقبل. المرشحون بين التوتر وقلة الخبرة: عزيزي مسؤول التوظيف، عليك أن تتذكر دائمًا أن الشخص الذي يقابلك قد يفتقر إلى الخبرة في إجراء المقابلات أو التعامل مع المواقف المهنية الجديدة. التوتر هو جزء طبيعي من أي مقابلة، وقد يؤثر بشكل كبير على أداء المتقدم، حتى لو كان مؤهلاً للوظيفة. في بعض الأحيان، قد يحاول المرشح أن يظهر بأفضل صورة، لكنه لا يستطيع توصيل أفكاره بشكل مثالي بسبب القلق أو قلة الخبرة في هذه المواقف. هنا يأتي دورك كمسؤول توظيف محترف. من الضروري أن تتعامل مع المرشح بتعاطف وتفهم، لأن ما يظهره لك خلال المقابلة قد لا يعكس بالضرورة إمكانياته الفعلية. ليس من حقك أبدًا أن تسخر منه أو تقلل من شأنه بناءً على مظهره أو طريقته في التعبير. التعامل بعدم احترام أو تقليل من قيمة المتقدم قد يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا ويقلل من ثقته في نفسه، ما ينعكس على مسيرته المهنية بشكل عام. التوجيه والنصيحة الصادقة: حتى إذا كنت غير مقتنع بقبول المتقدم للوظيفة، تظل لديك فرصة لتقديم خدمة إنسانية عظيمة. يمكن أن تكون المقابلة فرصة لتقديم نصائح صادقة وبناءة، توضح له كيفية تحسين نقاط ضعفه وتطوير نفسه. تقديم التوجيه يساعد في تحسين تجارب المتقدمين في المستقبل، ويمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي كبير على حياتهم المهنية. النصيحة الصادقة ليست مجرد مجاملة، بل هي واجب أخلاقي ومسؤولية مهنية. عندما تقدم لمتقدم توجيهات حول كيف يمكنه تحسين مهاراته أو أين يحتاج إلى العمل على نقاط ضعفه، فإنك تسهم في دفعه نحو النجاح حتى إذا لم يكن ذلك في شركتك. هذا السلوك الإيجابي يعزز من سمعة الشركة ويجعل بيئة العمل أكثر إنسانية وإيجابية. الجانب الديني والأخلاقي: يجب ألا نغفل عن القيم الأخلاقية والدينية التي تحث على التراحم والتعاطف في التعامل مع الآخرين. الله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن الكريم: "كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" (سورة النساء، الآية 94). هذه الآية تذكرنا بأنه لا يجب أن ننسى أننا كنا يومًا ما في مواقف مشابهة، كنا نفتقر إلى الخبرة واحتجنا إلى التوجيه والدعم من الآخرين. المسؤولية التي تقع على عاتقك كمسؤول توظيف هي أن تكون سببًا في توجيه الأشخاص ومساعدتهم، وليس إحباطهم أو التقليل من قدراتهم. التأثير الإيجابي لمسؤول التوظيف: التوظيف ليس مجرد عملية تقنية لاختيار الموظفين، بل هو تفاعل إنساني يتطلب احترام وتقدير الآخرين. مسؤول التوظيف الذي يتمتع بمهارات توجيهية وإنسانية يمكنه أن يكون مصدر إلهام وتغيير إيجابي للمتقدمين، حتى لو لم يتم قبولهم. كل مقابلة هي فرصة لترك أثر إيجابي على حياة المرشحين، وتعليمهم شيء يمكنهم الاستفادة منه مستقبلاً. الخلاصة: عزيزي مسؤول التوظيف، تذكر دائمًا أن دورك ليس فقط اختيار الموظفين المؤهلين، بل أيضًا تقديم الدعم والتوجيه للمتقدمين. عامل الجميع باحترام، وتذكر أن الشخص الذي يجلس أمامك قد يكون بحاجة إلى كلمة طيبة أو نصيحة صادقة لتغيير مساره المهني. كُن سببًا في إلهام الناس وتوجيههم، وليس في إحباطهم أو التقليل من شأنهم.